منال ديب: فلسطين قاعدتي الروحيّة، وبرسمِها أرسم ذاتي | حوار

الفنّانة منال ديب

 

* الرسم الرقميّ خاطرة أو لمعة فلسفيّة تُلْتَقَط بسرعة.

* وجود الحرف العربيّ في أعمالي تأكيد للهويّة.

* الفنّ طريقة للوصول إلى اللاوعي والأشياء الغامضة داخلنا.

* لا يمكن فصل عملي عن فلسطين، وليس همّي أن يكون الاسم اسمي.

 

تفكّر الفنّانة التشكيليّة الفلسطينيّة منال ديب بلوحاتها، بوصفها نِتاج بنائها الهويّاتيّ الّذي يستند إلى ما تصفه بـقاعدتها الروحيّة فلسطين. بذلك؛ تكون كلّ لوحة من لوحاتها تعبيرًا عن بناء هويّاتيّ يتفاعل ويُنتج لحظيًّا في الرسم الرقميّ، وببطء في الرسم التقليديّ، مع الواقع الفلسطينيّ وأحداثه الراهنة والتاريخيّة المؤسِّسة للقضيّة الفلسطينيّة.

يتنوّع عمل ديب الفنّيّ، الّتي تعيش حاليًّا في واشنطن العاصمة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، بين الرسم التشكيليّ التقليديّ باستخدام الفرشاة والألوان، وبين الرسم الرقميّ على الحاسوب، الّذي - كما تصفه، يمكِّنها من التعبير اللحظيّ السريع عن أفكارها والأحداث الراهنة، على العكس من اللوحة التقليديّة الّتي تستغرق وقتًا طويلًا لإنجازها. ومن بين عديد العناصر الّتي تبرز في لوحاتها الفنّيّة، عادة ما تتكرّر ثلاثة عناصر أساسيّة، وهي الرأس والحرف العربيّ والوجه الأنثويّ، وتنتمي جميعها للهويّة الفلسطينيّة.

في هذا الحوار الّذي تجريه فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة، نتحدّث مع ديب عن موقع عملها الفنّيّ من الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ، ودراستها لسيكولوجيا الفنّ ومذهب العلاج النفسيّ بالفنّ، والعناصر المؤسِّسة والمكوّنة للوحاتها، والفرق بين الرسم التشكيليّ التقليديّ والرسم الرقميّ.

 

 

فُسْحَة: ما الفرق بين الفنّ التشكيليّ التقليديّ والرسم الرقميّ؟ وأين يقع عملك الفنّيّ من تقليد الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ؟

منال: منذ الجامعة، ومنذ بدأت الرسم التشكيليّ الّذي هو الرسم باستخدام الألوان والفرشاة، وأنا أعتبره جزءًا عفويًّا من شخصيّتي وهويّتي الفلسطينيّة، ودائمًا ما كنت أعزو أعمالي كلّها إلى هذه القاعدة الّتي هي فلسطين. العمل مع الفرشاة والألوان يعزّز الثقافة، والمعرفة والخيال، وهي أشياء ضروريّة تمكّن من تطوير أسلوب جيّد في الرسم الرقميّ على الكمبيوتر، وأعتقد أنّ الأسلوبين يكمّلان بعضهما بعضًا، أو حتّى، هما نِتاج بعضهما بعضًا. اعتمدت في الرسم التقليديّ على استخدام الحروف العربيّة ودمجها بالوجوه بطريقة مجرّدة، ومع الوقت، منذ بدأت استخدام الكمبيوتر، بدأت أشعر بأنّ لديّ رغبة، هي نتاج خواطر صوريّة في ذهني، لإنتاج عمل رقميّ لحظيّ. عندما كنت أرى صور فلسطين القديمة، أو صورًا التقطتها بنفسي لفلسطين، كانت تأتيني هذه الأفكار السريعة وأنفّذها بشكل سريع على الكمبيوتر، وثمّة فرق أكيد بين العمل التقليديّ البطيء، وبين اللحظة السريعة، يشبه الفرق بين القهوة السريعة التحضير والقهوة المغليّة ببطء، لكنّ ذلك لا يعني غياب الجودة؛ الفرق الأساسيّ هو السرعة في العمل والإنتاج.

 

فُسْحَة: هل الرسم الرقميّ أقلّ حميميّة من التقليديّ؟

منال: كلّا، ليس أقلّ حميميّة، ربّما تُفاجَأ بأنّ بعض الناس يتفاعلون مع اللوحة الرقميّة أكثر؛ وذلك يعود إلى ارتباطها بحدث جارٍ، كما حدث عندما رسمت لوحة رقميّة متعلّقة بحدث هروب الأسرى الستّة. ما يحدث هو دمج لفلسفتي في الحياة مع هذا الحدث، أو اللحظة، مثلما فعلت عندما رسمت ملعقة طعام بجناحين، متخيّلة طعم الحرّيّة النابع من فلسفتي، وربطها بالحادثة الّتي هي سرياليّة أصلًا؛ بمعنى أنّ كيفيّة هروبهم من السجن تعني أكثر من مجرّد جناحين، لكنّ دمجي لروحي كفنّانة بهذا الحدث، ودمجي لقاعدة روحي الّتي هي فلسطين، هي العمليّة الّتي أنتجت اللوحة، والّتي قد تكون رائعة لدى المتفرّج الفلسطينيّ، وقد تكون مجرّد شيء مثير للاهتمام عند المتلقّي الأجنبيّ؛ فالقول إنّ العمل الرقميّ أقلّ حميميّة ليس في مكانه، فالعمل عند المتلقّي، بالنسبة إليّ، يشبه الوقوع في الحبّ من أوّل نظرة، فإمّا أن يكون لدى المتلقّية أو المتلقّي شعور قويّ منذ اللحظة الأولى، وإمّا لا يكون.

 

فُسْحَة: إذن، تقنيّة الرسم الرقميّ تتيح للفنّانة، أو الفنّان، التعبير عن رغبتها، بعيدًا عن المعالجة النفسيّة البطيئة الّتي عادة ما ترافق رسم اللوحة التقليديّة؟

منال: بالفعل، هي خاطرة، أو لمعة فلسفيّة، إمّا تُلْتَقَط بسرعة وإمّا ستختفي، وإمّا حدثٌ على وشك الزوال، وإمّا شعور سيختفي بعد قليل ويتبدّد، وذلك غير ممكن في العمل التقليديّ؛ ففي العمل التقليديّ أعيش فترات طويلة مع بعض اللوحات، أدخل الأستوديو ذات يوم، وأرى العمل بطريقة، وفي اليوم التالي أراه بطريقة أخرى، وتحدث حوارات بيني والعمل الّذي قد يستغرق إنجازه عامًا أو أكثر، وعادة ما أواجه مشكلة في القول إنّ العمل انتهى الآن وأصبح جاهزًا للعرض؛ لتفكيري الدائم بإمكانيّة تغيير شيء أو إضافة شيء ما.

 

فُسْحَة: يتكرّر الحرف العربيّ، والوجه الأنثويّ، والرأس الحامل أو المملوء بأشكال ذات دلالة هويّاتيّة فلسطينيّة في لوحاتك؛ فهل هذه العناصر هي المؤسِّسة والثابتة في عملك التشكيليّ؟

منال: ذلك صحيح، وبإمكانك ملاحظة تكرارها في كلّ عمل، ولو اختفى أحدها لوجدت الآخر، ورغم محاولتي للهرب منها هذه الأيّام ومحاولة التجديد، إلّا أنّها تعود وتظهر في أجزاء منها في اللوحة.

 

 

فُسْحَة: ما رمزيّة الرأس في لوحاتك؟

منال: الرأس مركز الأفكار، ويعكس عاداتي في القراءة، وتعلّقي بالفلسفة والأسئلة الوجوديّة، وإعجابي بالتفكير الإنسانيّ الذهنيّ. رمزيّة الرأس، أو حتّى النساء في أعمالي ووجودهنّ ليس تحيّزًا؛ فقد اشتغلت من قبل على وجود وجه لطفلة فلسطينيّة، أو رأس لرجل في بعض الأعمال، لكنّ الانعكاس الأوّل حتّى في نسائي الكثيرات، هي الأنا، الأنا بمعنى فلسطين. المرأة الّتي تمثّل الوطن، والّتي تمثّل فلسطين الّتي هي قاعدة روحي فنّانةً وإنسانة، وهي الرمز المحمول في الغربة. بدأت الرسم التشكيليّ في الغربة عاملًا يريحني في بُعدي عن الوطن، وهذه الأفكار كلّها تتداخل ببعضها بعضًا، حتّى في دراستي لعلم النفس، استخدمت هذه الأداة، الّتي هي الفنّ، ملجأً أو وطنًا لي في الغربة، فيه يتمظهر الشعور بالألم، وفي الوقت نفسه، يصبح مصدرًا للقوّة والثبات والاستمراريّة والجمال، ووجود الحرف العربيّ يأتي تأكيدًا للهويّة الّتي كلّما ابتعدت عن الوطن رحت أنمّيها وأنمّي الوطن في داخلي، وأحلم فيه وبحرّيّته، وعودتي إليه في يوم من الأيّام.

 

فُسْحَة: إذن، العلاج هو الفنّ الّذي تصفين؛ كيف ساعدك من خلال الرسم التشكيليّ؟ هل يمكن أن يكون ثنائيًّا؛ أي للفنّانة وللمتلقّي في الآن ذاته؟

منال: أجل، يمكن المتلقّي أن يكون جزءًا من هذه العمليّة العلاجيّة، ولكن فقط لو كان الفنّ أصلًا مصدرًا للسحر، للثقة بالنفس والقوّة بالنسبة إلى الفنّان، عندئذٍ يمكن المتلقّي الشعور بالطمأنينة والشعور بطاقة العمل الفنّيّ، وذلك هو سرّ النجاح والاستمرار، الّذي هو بالأصل يأتي من تمكّن الفنّانة من إيجاد السحر في العمل، فلا يكون الغرض مادّيًّا من العمل بالدرجة الأولى، لكن معنويًّا بحتًا، آنذاك يمكن العمل أن يبثّ سحره ومفعوله في الفنّان والمتلقّي في الآن ذاته.

 

فُسْحَة: هل فلسفة العلاج بالفنّ مشابِهة لفلسفة العلاج بالكلام؛ أي بالبوح؛ بمعنى البوح من خلال الرسم؟

منال: أحيانًا يكون الكلام غير كافٍ، وبالنسبة إلى الفنّان، فالعلاج بالفنّ يعني التعبير عن النفس، ومثال ذلك الأطفال الّذين قد لا يتمكّنون من التعبير عن أنفسهم إلّا بالرسم. الفنّ طريقة عفويّة للتعبير عن الجوّانيّ والوصول إلى أعمق أعماق دواخلنا؛ فثمّة أشياء قد لا نتمكّن من التعبير عنها كتابةً أو شفاهيّة، وأشياء أخرى قد لا نعرف أنّها داخلنا إلّا من خلال هذا الأسلوب. هو طريقة للوصول إلى اللاوعي والأشياء الغامضة داخلنا، وقد اكتشفت بعض ذلك في داخلي بالفعل، خاصّة من خلال الرسم الرقميّ الّذي يبدأ عفويًّا وغير مخطَّط له، ويأخذك إلى أماكن غير مستكشفة من نفسك، ولا يمكنك رؤيتها إلّا من خلال هذا الأسلوب. هذه هي قاعدة العلاج بالفنّ، وبالطبع ثمّة درجات مختلفة قد تصل حدّ استخدامها إلى تشخيص بعض الأمراض النفسيّة لدى الناس، ولكن، بالنسبة إليّ، ببساطة هو أداة للتعبير عن الذات.

 

فُسْحَة: بالنظر إلى الحضور الأنثويّ في أعمالك، كيف يمكن قراءة غياب الذكر، خاصّة في سياق هويّة فلسطينيّة يغلب عليها الطابع الذكوريّ في تشكيلها؟

منال: هو ليس غيابًا بمعنى الغياب، أعتقد أنّ المرأة عندما تكون في سلام داخليّ مع نفسها، وفي حالة من القوّة والثقة، فذلك يعني وجود حالة توازن في حياتها العاطفيّة مع رجل. إن كانت هذه الثغرة موجودة في حياتها؛ أي عدم التوازن مع الوجود الذكوريّ، سواء من ناحية عاطفيّة، أو صحّيّة، أو عمليّة، فذلك سيكون واضحًا في طريقة تعاطيها مع الآخر الذكر.

 

 

فُسْحَة: حتّى لا أسيء فهم الكلام، لكن، إذا عدنا إلى فكرة مؤسِّسة في علم النفس، وهي أنّ الأنا تشكّل نفسها استنادًا إلى علاقتها بالآخر، فهنا، وقد يكون هذا افتراضًا ذكوريًّا أصلًا، أسأل عن الآخر الذكر، ومن هنا أسأل عن غياب الذكر الّذي قد لا يعني وجود علاقة متأزّمة مع الذكر، فمن الممكن جدًّا بالنسبة إلى أيّ امرأة أن تكون متّزنة ومستقرّة في حياتها العاطفيّة والنفسيّة، دون وجود الذكر، أليس كذلك؟

منال: كلّا، أن أرفض الذكر تمامًا، وأدّعي أنّني في حالة مستقرّة وصحّيّة، ذلك يعني أنّني أكذب على نفسي. أعتقد أنّه حتّى لو أوهمنا أنفسنا، سواء كنّا ذكورًا أو إناثًا، أنّنا من دون الآخر في حالة جيّدة، وكلّ شيء على ما يرام، ومع ذلك لا نريد إشباع هذا الجزء أو تسويته، فسيرتدّ علينا في يوم من الأيّام. ولكن، بشكل عامّ، وجود الوجوه الأنثويّة في لوحاتي هو تعبير عن المرأة في بلادي؛ المرأة الّتي قد تكون أمّ شهيد أو أخته؛ المرأة المحرومة من حقوقها بسبب الرجل الأخ أو الأبّ، أو بسبب الظروف الاستعماريّة، ومع ذلك، تصرّ بقوّة على الحفاظ على أطفالها، وقوّتها؛ المرأة الّتي هي الأمّ، الّتي هي أساس كلّ شيء. هذه القاعدة الّتي أستند إليها في أعمالي، وذلك لا يعني أيّ نوع من أنواع التفرقة أو التفضيل للأنثى على الرجل، على العكس، فكما ذكرت لك، المرأة الّتي هي في علاقة متوازنة برجل اختارته هي، وفي حالة عاطفيّة وروحيّة مستقرّة، ينعكس هذا الاتّزان على عملها، وتكون في سلام داخليّ مع نفسها ومع غيرها.

 

فُسْحَة: عادة ما تُقرأ أعمالك في سياق التعبير عن الهويّة الفلسطينيّة، هل شعرت من قبل بأنّ الهويّة الجمعيّة تطمس ذاتك الشخصيّة، وأنّك ربّما ترغبين في قراءة أكثر ذاتيّة لعملك الفنّيّ؟

منال: على الإطلاق، بل هذه القراءة هي مصدر قوّتي؛ فقد قيل لي من قبل، سواء في معارض جماعيّة فلسطينيّة أو غير فلسطينيّة، إنّني محظوظة وذكيّة لاختياري لهذه الثيمة المركزيّة. أنا لا أفصل نفسي أبدًا عن فلسطين، ولم يكن قرارًا أصلًا اتّخذته أن أرسم فلسطين، بل هي؛ أي فلسطين، أشبه بمنبع روحيّ بالنسبة إليّ، وهكذا تبعت هذا الإحساس ونمّيته في داخلي، وارتقى فيّ وارتقيت فيه. والآن، عندما أُظْهِر أعمالي لأيّ متفرّج في العالم، لا يكون هدفي هو أنا، بل فلسطين الّتي هي الأنا. عندما أنتهي من الرسم أشعر بأنّ دوري انتهى، وما عليّ إلّا رسم المزيد من الأعمال الّتي تُثَبِّت هذه الهويّة. لا يمكن فصل عملي عن فلسطين، وليس همّي أن يكون الاسم اسمي، بل استمراريّة هذه الرسالة الّتي هي فلسطين.

 

فُسْحَة: أين ترين أعمالك تتقاطع أو تكمّل أعمال فنّانين تشكيليّين فلسطينيّين آخرين؟

منال: قبل فترة اكتشفت كمال بُلّاطة، الفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ الّذي كان يعيش في واشنطن العاصمة حيث أعيش أنا، وثمّة تشابه كبير بين عملي وعمله من ناحية استخدامه للحروف العربيّة، إضافة إلى بعض التشابهات الأخرى، ربّما لأنّنا نعيش أنا وهو في الغربة، فهو من القدس، لكن أيضًا ثمّة اختلاف بيننا، خاصّة في أعمالي الرقميّة.  

 

فُسْحَة: ألا يزال الفنّ التشكيليّ فنًّا نخبويًّا في السياق الفلسطينيّ؟

منال: بلى، الفنّ، كما أفهمه، يحتاج إلى ثقافة معيّنة لتذوّقه أو فهمه، وذلك لا يعني أنّ مَنْ ليس لديه تلك الثقافة الفنّيّة لا يمكنه تذوّق الفنّ، لكن ما تعلّمته من تجاربي وحياتي أنّه لا بدّ من ممارسة الشيء للتمكّن من فهم محتواه على أكمل وجه. في الغرب، أو الولايات المتّحدة الأميركيّة، وبسبب طبيعة الحياة المستقرّة الخالية من الحروب؛ ثمّة ثقافة فنّيّة هي جزء من النظام التعليميّ؛ ثقافة لم نتمكّن نحن من الحصول عليها بسبب الظروف الاستعماريّة. لم نتمكّن من التعاطي مع الفنّ موضوعًا أساسيًّا كما هو الأمر مع الرياضيّات واللغة العربيّة، وأعتقد أنّ التربية الفنّيّة بإمكانها أن تنعكس على جميع نواحي حياة الطفل، حتّى بطريقة تعلّمه للمواضيع الأخرى العلميّة وغير العلميّة، كما هو حاصل في استخدام الفنّ لتعليم المواضيع الأخرى في المدارس الأميركيّة. الفنّ لغة عالميّة بإمكانها نقل أيّ رسالة وإيصالها من جميع أنحاء العالم وإليها، دون كلمات، ولذلك هو سلاح قويّ جدًّا. لذلك؛ يصمد العمل الفنّيّ أمام الزمن، وتصبح أهمّيّته أكبر مع مرور الوقت. هذه هي القوّة الّتي أشعر بضرورة تعليمها للأجيال الصغيرة؛ حتّى تتمكّن من التعبير عن نفسها وتتمكّن من تلقّي فنون الآخر؛ وهو ما يجعلها في حالة نفسيّة صحّيّة وأكثر تصالحًا وفهمًا للذات. ربّما أتكلّم من موقع مرفّه حيث أعيش في منطقة مريحة، مقارنةً بالواقع الفلسطينيّ المليء بالحرب، وقد لا يبدو كلامي منطقيًّا، ولكنّي أتكلّم بشكل عامّ مع مراعاة لظروف الناس، الّذين يعيشون في الحرب، ولديهم همومهم الأكثر إلحاحًا.

 

 

 


أنس إبراهيم

 

 

كاتب وباحث ومترجم. حاصل على البكالوريوس في العلوم السياسيّة، والماجستير في برنامج الدراسات الإسرائيليّة من جامعة بير زيت. ينشر مقالاته في عدّة منابر محلّيّة وعربيّة، في الأدب والسينما والسياسة.